أشعر أن عودة الطيور إلى أوكارها
أحست بغربة طويلة
تلمست أعشاشها التي أتلفت
لم يؤثر المشهد
جهد المسافة
...تتبلل بعطر الندى
أهوال البعد وحرقة الصبى
لم تكن حزينة كعادتها
والريح يلامس اجنحتها الضعيفة
تغمض جفن عيون
أتعبها السفر في مروج التربة والماء العكر
تسأل عن جدوى الرحيل والغياب
تسأل عن معنى الحياة و العذاب
يضيع الصدى بين الصخر .وامتداد المكان
يضيع المدى في انحباس الرؤية
عند منتصف الليل
أبحث عن أرض تخاطب خصمها
والماء ملأ عينيها ولا يندثر
أسكب الماء في زجاجة الرسائل الضائعة
ينكشف الماء عن مداد حروف
تعيش سباتها القديم
أشم رائحة الأجداد على أعتاب الأندلس
في روضة المؤانسة والخضرة اليانعة
يكتب التاريخ في اللوح الخشن
يوم سقوط غرناطة
ونفي المآذن خلف الكنائس
وإحراق الكتب في ساحة المجالس
أقابلك يا جدي في الممرات الضيقة
تريد أن تقول شيئا
لا تقوى على الكلام
وانت تقرا الفاتحة
في غياب الصلاة والهزائم المتكررة
أشد الرحال إلى موطني
لا أرى ما يدلني عني
في لج بحر غاضب
يتهدد السواحل القاحلة
بغرق محتوم
تصرخ عجوز الرمل
تكشف عن شعرها الصدا
تضرب تعويذة الأحجار الضاحكة
عن طلاسم الرؤية الزائفة
أقف إلى جانب البحر
أجده يعرف عني أكثر مما اعرف عن نفسي
أجاريه في الكلام
عساني أجد ظلي في تكرار الموج
وعودة السفن إلى مراسيها
ولهفة الصيادين إلى لقمة دافئة
تعيد الصحوإلى طيور
تعيش غربة السماء وتحن الى ارض
لم تعد تعرفها في تقاسيمها
زمن الانقسام...